عدد لا بأس به من المشتغلين بمهنة الصحافة من أبناء الجيل الحالى، قرروا اقتحام مهنة الإخراج المسرحى، ونجحت عروضهم فى تحقيق الإقبال الجماهيري والاشادات النقدية على حد سواء، ومن بين هذه الأسماء عماد علوانى، حازم الصواف، حسام عبد العظيم، وتعتبر الزميلة همت مصطفى هى أحدث المنتقلات من بلاط صاحبة الجلالة إلى خشبات المسارح من خلال العرض المسرحى "اسمها أنثى" من إنتاج نوادى المسرح التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، والذى شاركت به خلال مسابقة العروض التجريبية القصيرة التى استحدثها مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى فى دورته التاسعة والعشرين والتى أقيمت فى الفترة من ١ إلى ٨ سبتمبر الجارى، وحصدت عنه جائزة أفضل عرض المركز الثالث وهى عبارة عن درع المهرجان وشهادة تقدير وجائزة مالية قدرها ١٠٠٠٠ جنيه وتسلمتها من معالى وزيرة الثقافة د. نيفين الكيلاني ورئيس المهرجان د. جمال ياقوت وسط احتفاء حار بها والفريق العرض وقد عُرضت المسرحية لليلتين متتاليتين على قاعة صلاح عبد الصبور بمسرح الطليعة أمام لجنة التحكيم التى ترأسها الفنان محسن منصور، وضمت فى عضويتها مهندس الديكور حازم شبل ود. أسماء يحيى الطاهر عبد الله وبحضور جمهور كبير من مصر والدول العربية، واضطر عدد منهم لمتابعة العرض وقوفاً.
اسمها أنثى (للرجال فقط) عرض ارتجالى فكرة وإخراج همت مصطفى بطولة هنادى محمود، شيماء محمد، فاطمة هشام، ماريانا نشأت وهمت مصطفى، إضاءة عز حلمى، عزف موسيقى أحمد نبيل وايرين شوقى، مخرج منفذ محمد فتحى، مخرج منفذ وتصميم يافنان وملصقات الدعاية وفوتوغرافيا مدحت صبرى، والعرض يناقش القيود المفروضة على المرأة فى مجتمعاتنا العربية ورفضها لتلك القيود، والصراع الأبدى بينها وبين الرجل، ويتناول العرض بعض أمنيات الأنثى التى تسعى لتحقيقها ولو بين جدران غرفتها، وبعيداً عن أعين المجتمع المتربص بها .
وعلى الرغم من أن العرض هو التجربة الإخراجية الأولى لهمت مصطفى، إلا أن علاقتها بعالم المسرح قد بدأت قبل نحو ٢٠ عاماً، كممثلة ومخرج منفذ ومساعد إخراج فى العديد من التجارب الهامة من خلال عروض نوادى المسرح والمسرح الجامعى، وعدد من الفرق الحرة بالقاهرة والأقاليم، إضافة إلى مشاركتها الهامة بالدفعة الثالثة لمدرسة "ناس" بالجيزويت، وأحدث أعمالها حالياً مساعد إخراج مع المخرج هشام إبراهيم من خلال عرض "سمك فى ميه" بطولة النجم سامح يسرى .
ولا شك أن كل تلك الخبرات قد تجمعت كاملة عندما أقدمت على خوض تجربة الإخراج فقدمت لنا تحفة فنية مميزة على الرغم من تقليدية الفكرة، إلا أن التناول الواعي والمختلف أشعرنا أننا فكرة جديدة تماماً شهدنا خلاله كل فنون الأداء المسرحى كما شهدنا ميلاد عدد من الفنانات الموهوبات اللائى ينتظرهن مستقبل باهر فى عالم الفن، واكتسبنا مخرجة ومؤلفة واعية اسمها همت .. همت مصطفى .
إرسال تعليق