ناهد عبد الحميد: هويتنا المصرية ظلت صامدة منذ فجر التاريخ وحتى اليوم | أخبار المحروسة

تحت رعاية د.  إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة وقطاع شؤون الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال عقد مساء أمس الاثنين الموافق ١٨ ابريل ٢٠٢٢ ملتقى الهناجر الثقافى الشهرى بعنوان: "رمضان ومحبة الأوطان"، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادي سرور

وذلك بحضور الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، ونيافة الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وأدارته الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد، مدير ومؤسس ملتقى الهناجر الثقافي.

بدأ الملتقى بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، أعقبه ترحيب الدكتورة ناهد عبد الحميد، بضيوف الملتقى وحضوره قائلة: إن شهر رمضان المعظم شهر الخير والتسامح والسلام، ونشر التراحم والمحبة بين الجميع، وتحلو لنا فى لياليه الجميلة أطيب الأوقات المليئة بالتسابيح والذكر والصلاة على رسول الله المصطفى (ﷺ).

وأشارت عبدالحميد، إلى شهر رمضان يبعث البهجة والفرحة والسرور فى النفوس، ويجدد الإيمان فى القلوب، وينشر التواصل والتراحم والألفة والمودة فى كل بيت مصرى، كما أن شهر رمضان يبعث الفرحة والبهجة والسرور فى النفوس، وينشر الإيمان فى القلوب، أعاده الله علينا بكل المحبة والرخاء.

وتابعت: أن من ينظر إلى هذا الشهر ويتأمله سيجده كذلك شهر الملاحم والانتصارات، فقد أسبغ الله سبحانه وتعالى على هذا الشهر الفضيل كثيرًا من الفضل والعطايا والمنح، وجعله ميقاتًا لأداء فريضة الصوم بما لها من فضائل فى تقوية العزيمة والصبر، وأنزل في أيامه المباركة أيضًا كتابه العزيز، وإذا نظرنا فى كتب التاريخ، سيتضح لنا أن أهم الانتصارات والملاحم شهدها شهر رمضان الكريم بداية من غزوة بدر، التى وقعت فى العام الثانى الهجرى، وصولًا إلى انتصارات العاشر من رمضان عام 1973، إنه شهر رمضان الذى نستلهم نفحاته، ونستعين بروح انتصاراته فى مواجهتنا لخفافيش الظلام وأصحاب الأفكار الظلامية، التى أوقعتنا فى براثن التطرف والإرهاب لسنوات وسنوات، وانتصرنا عليها بفضل الله تعالى، الذى حبانا بقوة الإرادة الوطنية المصرية، تلك السمة التى تتميز بها الشخصية الوطنية المصرية، صاحبة الحضارات المتتابعة عبر التاريخ، الحضارة المصرية التى جعلتنا شعبًا مصريًا واحدًا يمتلك هويته الفريدة مما يزيد عن سبعة آلاف عام.

وأضافت عبدالحميد، أن احتفالنا جميعًا بحلول شهر رمضان المبارك، وأحد الزعف، وعيد الفطر، وعيد الأضحى المبارك، وعيد الميلاد المجيد، وشم النسيم، وسبت النور، والمولد النبوي الشريف، يؤكد الشراكة التى أساسها وقوامها المحبة والألفة والتسامح والأخوة، ولا يأتى احتفالنا بتلك المناسبات بسبب كونها مناسبات دينية مباركة وسعيدة فحسب، بل لأنها تمثل هوية وطن فى الأساس، تجعلنا نشعر بالهوية الخاصة لهذا الوطن، من خلال زيارتنا للمساجد والكنائس العتيقة ونرى المآذن والأديرة، ونزور شارع المعز وبيت الست وسيلة وقصر الأمير طاز وسبيل أم عباس، ومسجد الرفاعى ومسجد السلطان حسن ونتجول فى الكاتدرائية المرقصية بالعباسية التى تحتضن المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى، هذا المركز الوطنى العظيم الذى يقدم كل خدماته التعليمية والثقافية والتنويرية والمجتمعية وما أكثرها من خدمات مجانية، يقدمها المركز الثقافى القبطى لكل المصريين مسلمين ومسيحيين.

وواصلت: وكذلك حينما نذهب لزيارة الأهرامات والمعابد المصرية القديمة، نطرح على أنفسنا سؤال، هل الغرض الأسمى لمحافظتنا على هذه المواقع والمزارات التاريخية الرائعة هو حفظ تراثنا وحضارتنا العريقة فقط؟ بالطبع لا؛ فإنها ترمز إلى هوية وطننا وتشكلها فى المقام الأول، لكى ترسخ داخلنا المعنى الحقيقى لكلمة وطن، تلك الكلمة المكونة من ثلاثة حروف وكثيرًا ما نستخدمها، وأحيانًا نتساءل ما معنى كلمة وطن؟ هل تعنى الجغرافيا بلا تاريخ أم كلاهما معًا؟ أم هى ضميرنا الجمعى أو عقلنا الجمعى؟ هل تشير إلى أجدادنا القدماء أصحاب أقدم حضارة، وتتوالى التساؤلات هل وهل وهل، فيبقى السؤال ما معنى كلمة وطن؟ وهل يجب علينا كمصريين أن نعبر عن محبتنا لبعض فى أوقات الأزمات فقط أم يجب أن يكون هذا فى مختلف الأوقات؟ حقًا فنحن نحمل جينات ثقافية شكلت هويتنا المصرية، التى ظلت صامدة منذ فجر التاريخ حتى اليوم، لكى تجعلنا دائمًا نعى المعنى الحقيقى للتسامح والمحبة والترابط، المعنى الحقيقى لكلمة وطن.

تخلل الملتقى عدة فقرات فنية رمضانية مميزة، قدمتها فرقة المولوية بقيادة الفنان الدكتور عامر التونى، وسط حضور جماهيري كبير على رأسهم الفنان شادي سرور، مدير مركز الهناجر للفنون، والفنان محمد دسوقي، والدكتور طارق منصور، ولفيف من المثقفين وأساتذة الجامعات.














اضف تعليق

أحدث أقدم

تحديثات