أخبار المحروسة | جاذبية سرى .. فنانة عاشت مرتين | بقلم: إيمان غنيم

 


"ما نحن سوى المادة التى صنعت منها الاحلام ،وحياتنا القصيرة ختامها النوم " شكسبير 

رحلت الفنانة التشكيلية المصرية "جاذبية سرى" بالأمس، وهى تعتبر إحدى العلامات المضيئة المصرية للفن التشكيلي (النسائى) ان جاز التعبير رغم أنى لا أحب التصنيف لان الفن إنسانى متجاوز لكل أشكال التصنيفات .

تميزت لوحاتها بتكويناتها المملوءة بالحركة والألوان والانطلاقة الحيوية العصبية والموضوعات واللحظات المصرية و الانسانية الخالصة بإحساس شعبى إنسانى تعبيرى ممزوج بالفانتازيا حتى وصلت على مدار سنوات إلى حافة التجريد بمذاق مصرى خاص بلا أى ظلال للخواجة .

لوحاتها غريزية عنيفة مشحونة بانفعالات داخلية  واضحة، وعالمها مزدحم بالناس والبيوت … ضيق على الرغم من إتساع مخيلتها وتزاحم مشاعرها و غير مرتبط بالبحث عن الجمال فقط ولكن تضرب جذوره الى أعماق النفس البشرية، ،إنه فن تشكيلى يعكس دائماً الأصول القديمة ، فن يحكى الحواديت والمشاكل اليومية والتفاصيل المصرية الحياتية حتى يصل إلى  أعماق التاريخ فتعثر على تلك التجليات التى تحيط بالمشهد الإنساني،

الألوان صاخبة حارقة وباردة والخطوط مرهقة والافكار متدفقة والحياة تتصارع وتتوهج و تخبو  ولكنها لا تتوقف عن الاستمرار.

لكل هذا وأكثر …  أصبحت لوحات جاذبية سرى ذات قيمة عالمية واصبح مكانها فى المتاحف الكبرى العالمية اضافة فنية  لمعروضات هذه المتاحف .. سعيدة برحلتها التى إختارت أن تكون على هذا النحو ،فقد عاشت مرتين عندما أختارت الحياة بصدق بين لوحاتها وعندما رحلت بالامس تاركة روحها خالدة فى تلك اللوحات .









اضف تعليق

أحدث أقدم

تحديثات