رشا عبد المنعم: المرأة العربية "عندية" !
أدارت الجلسة الكاتبة رشا عبد المنعم، المديرة الفنية للمهرجان، وتحدثت خلالها: الفنانات منى هلا وسلوى محمد على ووفاء الحكيم والمخرجة مروة رضوان والناقدة د. مايسة زكى والفنانة ريهام عبد الحميد والكاتبة والإعلامية جهاد الديناري من مصر والفنانة اللبنانية حنان الحاج علي، والمخرجة التونسية چيهان إسماعيل، والناقدة البحرينية د. زهراء المنصور، والكاتبة والمخرجة السورية سوزان علي.
أكدت رشا في بداية الجلسة أنها ترى المرأة العربية عموما (عندية) وليس بالمعنى الطفولي غير الناضج ولكن بمعنى الاصرار، ونموذج المرأة الفلسطينية يؤكد ذلك بدون جدال، مشددة على أن الهدف من الجلسة هو تبادل الخبرات مع صانعات المسرح، فكل سيدة لديها قصة وحكاية وتجربة عظيمة.
تحدثت الفنانة اللبنانية حنان الحاج علي عن تجربتها كممثلة محجبة، وهو الوصف الذي لا تحبه، مضيفة أننا في مجتمع يعتبر الفنانة امرأة سيئة السمعة، لكنها قررت أن تقتفي أثر فنانات استثنائيات وقفن في وجه كثيرين، وتسير على خطاهم، مشيرة الى انها تعتبر حجابها منديل اختارته بإرادتها واختيارها لا لسبب ديني، وإنما أرادت تذكير الناس بأن وجود امرأة محجبة ومبدعة وحرة ليس أمرا ممكنا فقط ولكنه حتميا".
وأشارت إلى أنها عندما شاركت في مسرح الحكوات الذي كان في قلب الحرب اللبنانية ينبش الذاكرة الجماعية، اكتشفت أن المسرح مرتبط بالناس والحياة ويستمد حكاياته من التاريخ الحي، كل هذا قادها إلى تاريخها وهويتها، وأعادت اكتشاف جدتها وحجابها القطني الجميل، وعندما جاءت جدتها لتشاهدها لأول مرة على المسرح ووجدتها تندفع بحماس وتطلق زغاريد ومديح وشعر وغناء وسط دهشة واعجاب الجميع، وقتها اكتشفت عائلتها أن المسرح ليس شيئا مخجلاً .
وأكدت أنها عاشت صعوبات عديدة، ورغم وجود حرية لكن الأهل كانوا أول عائق وضد دخول المرأة عالم الفن ويعتبرونه جريمة، ضد العادات والتقاليد، موضحة "مهما كانت درجة الوعي يظل المجتمع ينظر للفنانة نظرة سيئة والبعض يرفض الزواج من فنانة، مؤكدة المرأة من حقها التعبير عن ذاتها والفن مقاومة والمسرح هو أبو الفنون.
وقالت الناقدة د. زهراء المنصور أنه مهما اختلفت المناطق أو البيئة تتشابه النساء في كثير من النقاط وتمر الاغلبية بالظروف نفسها، مشيرة الى إنها تعيش في مجتمع محافظ ومغلق نسبيا، مشيرة الى صدمة اسرتها فى البداية عندما أطلعتهم على رغبتها في دراسة النقد لأننه على الرغم من انتمائها لأسرة متفتحة الا أن هناك اعتبارات معتادة بحكم المجتمع، لكنهم في النهاية وافقوا على رغبتها فى دراسة المسرح وتغيرت نظرتهم للأمر نتيجة لتفوقها، مؤكدة اعتزازها بهذا القرار لأنها درست ما تحب ورغم أن الخطوات بطيئة إلا أنها تستمع بكل مرحلة".
بينما أكدت الفنانة سلوى محمد علي أن تجربتها مختلفة عن تجارب الكثير من المتحدثات، إذ قوبلت كل اختياراتها بدعم من والدها، ومن بعده زوجها الذي شجعها وكانت تترك الأولاد معه يوميا لمدة ١٠ أعوام، لتذهب إلى المسرح وتعرض مسرحية "الملك لير". وقالت "دخلت المسرح بسبب سيدات المسرح، وأرى أن النساء به لا تعانين من مشكلة مثلما تعاني المرأة في السينما والتليفزيون، فالمسرح العربي شهد الكثير من الأسماء التي سجلها التاريخ: منيرة المهدية، وفاطمة رشدي، وفي الأجيال التالية سميحة أيوب، وعايدة عبد العزيز، صحيح أن الأخيرة لم تحصل على الفرص التي تستحقها، ولكن هذا يحدث للرجال أيضا، مثال على هذا المخرج منصور محمد الذي مات قهرا، ومحمد ابو السعود مات من الحسرة".
وعلقت رشا موضحة أن صانعات المسرح الكاتبات والمخرجات وضعهن مختلف عن الممثلات، وأن الممثلات قد يكون حظهن أفضل"، وقالت المخرجة عبير علي حزين المدير الفني للمهرجان أن لكل قاعدة استثناء والتجارب مختلفة.
واتفقت الناقدة د. مايسة زكي مع سلوى في مسألة القهر المجتمعي وترى أنه يمارس على الجميع سواء كان رجلا أو امرأة، لافتة إلى أن طلة المرأة على المسرح تضفي الكثير من البهجة، ولا تتصور كيف كان في وقت من الأوقات غير مسموح للنساء بالعمل على المسرح. وقالت "مشكلتنا في العقليات الثابتة".
وروت المخرجة ريهام عبد الحميد المحاربة الناجية من السرطان تجربتها كمخرجة قائلة "كلنا عانينا نفس المعاناة فلم أجد أسرة تساندني، وعندما فكرت في المسرح رفض والدي رغم أنه وافق أن يدرس شقيقي المسرح، و تراجع أمام إلحاحي، لكنه ظل يتعامل معي على أن ما ادرسه بلا قيمة، وتجربتي كمخرجة كانت أصعبة لأن البعض يرى أن المخرج لابد أن يكون رجلا قويا وذو شخصية ومن وجهة نظرهم لا تصلح المرأة لهذه المهنة"، مشيرة الى أنها يأست بعد فترة وتزوجت وانجبت ومع ارتداءها للحجاب، زاد الأمر سوءا، فكانت تقترح الافكار ويتم نقلها لرجل ليقوم بإخراجها، لكنها اصرت فى النهاية على تقديم عرض من إخراجها في الإسكندرية حصد إيرادات كبيرة .
وتحدثت سماح حمدي التي اختارت العمل في الديكور والأزياء المسرحية، عن تجربتها واختلاف المكان الذي نشأت فيه حيث كانت تعيش مع أسرتها في السعودية، قبل العودة والاستقرار فى مصر حيث واجهت الصدمة الحضارية، مؤكدة أن عائلتها كلاسيكية، لكنها مارست تمردها وغضبها، ورفضت الالتزام بالخط المرسوم لها مسبقا، رغم الإلحاح بضرورة زواجها، مشيرة إلى أنها درست الفنون المعاصرة، وما بعد الحداثة، وتأثيرها على الناس، وكيف تساعد الفنون الإنسان على أن يكون مشاركا في صنع القرار، وتحدثت عن العروض التي تقدمها وصعوبتها وأن مقدميها بعضهم هاجر والبعض الأخر ابتعد أو غير مساره مثل الفنانة سماء إبراهيم .
وأشارت الفنانة وفاء الحكيم إلى أن ابنها شادي صنع فيلما عنها تروي فيه تجربتها، وكيف يتم إحباط المرأة على يد بنات جنسها، قائلة "أصبحنا جلادين لأنفسنا وحرصنا في الفيلم على توضيح أن أجدادنا لم يعيشوا ما نعيشه نحن، المرأة ترفض أن تُظهر معاناتها حتى لا يتهمها أحد بالضعف". لافتة إلى أنها كانت تتمتع بحرية كبيرة إلى أن دخلت الجامعة وأرادت العمل بالمسرح، رفض والدها وحاولت والدتها إقناعه، مضيفة "لابد أن نجاهر بأننا نحصل على فرصنا بعد عذاب ومعركة للدفاع عن النفس" .
مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة تنظمه مؤسسة جارة القمر وتتشكل إدارته من المخرجة والممثلة عبير لطفي رئيسة المهرجان، والكاتبة والمخرجة عبير علي حزين والكاتبة والناقدة رشا عبدالمنعم المديرتين الفنيتين للمهرجان ومصطفى محمد ومنى سليمان المديرين التنفيذيين، ويقام تحت رعاية ودعم وزارة الثقافة، إلى جانب وزارة الشباب والرياضة واليونك (اتحاد المعاهد الثقافية الأوروبية)، والـUNFPA ومؤسسة اتجاه والمعهد الثقافي الإيطالي، سفارة إسبانيا بالقاهرة، الهيئة العربية للمسرح، المجلس القومي للمرأة، وزارة الاتصالات، السفارة الهولندية بالقاهرة، وكالة التعاون الإيطالي، سفارة النرويج بالقاهرة، البرنامج المشترك zzj، مؤسسة زاد للفنون، معهد ثربانتس بالقاهرة، مؤسسة مصر الخير، دار ريشة للنشر والتوزيع، مؤسسة اليابان بالقاهرة، قطاع المسرح، المجلس الأعلى للثقافة، المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، صندوق التنمية الثقافية، الهيئة العامة لقصور الثقافة، مؤسسة صناع الحياة، وصلة للفنون، الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كالتوجراف، مسرح الريحاني سوكسيه، ومعهد جوته الألماني بالقاهرة .
إرسال تعليق