وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة: "في حياة الأمم دائمًا ما يسطع نور رموز مضيئة من الأدباء والفنانين، من الشعراء والتشكيليين، أولئك الذين خرجوا من رحم هذه الأرض الطيبة، وحملوا مشاعل التنوير، وكانت لحظة فارقة في حياتهم حين أُهدي إليهم كتاب، أو ديوان شعر، أو حين وجدوا من يأخذ بأيديهم داخل قصر ثقافة، أو على مسرح القرية، أو في ساحة مدرسة وجامعة، ليصيروا فيما بعد نجوم مصر وقادة فكرها وريادتها العربية" .
وأضاف وزير الثقافة: "ومنذ أكثر من عام، حين شرفت بتحمل مسؤولية وزارة الثقافة، جُلت في ربوع هذا الوطن، من القرى والنجوع إلى الضواحي والمدن، فاكتشفت الكنز الحقيقي لمصر: شبابًا وأطفالًا، فنانين بالفطرة، متعطشين للفن والثقافة والإبداع، في أبو سمبل والقرنة، في أخميم وأسيوط، في نخيل بئر العبد والطور، في الفيوم والإسماعيلية، وغيرها، وجدت آلاف المواهب التي تحتاج فحسب إلى من ينير لها الطريق ويفتح أمامها الأبواب، حاملًا النور في مواجهة الأفكار الظلامية، ليمنح أبناءنا فرصة الحلم وصناعة مستقبل أجمل".
وأكد وزير الثقافة أنه للمرة الأولى، سيجوب المشروع في مرحلته السادسة نحو عشرين محافظة، وتحظى به 130 قرية في 175 موقعًا، ليستهدف بذلك أكثر من مليون مواطن، ليسوا مجرد متلقين، بل شركاء في التجربة، حيث نسعى من خلال ورش تدريبية متخصصة، يُقدمها نجوم البيت الفني للمسرح، إلى اكتشاف مواهبهم وصقل مهاراتهم في مختلف مجالات الفنون، وتشمل هذه المرحلة تقديم عروض مسرحية، ومعارض للكتاب والفنون والحرف اليدوية، إلى جانب توزيع عشرة آلاف كتاب مجانًا لأطفال القرى المستهدفة، لتظل الثقافة رفيقًا لهم، ولتبقى الكلمة والفن السلاح الأقوى في مواجهة الجهل والتطرف.
وقال وزير الثقافة: "إن هذه المرحلة الجديدة تحمل رسالة واضحة: أن الفنون ملك لكل مواطن، وأن الثقافة بكل مفرداتها لا تعرف حدود المكان أو الزمان، فهي تصل إلى القرى كما تصل إلى المدن، وإلى المراكز كما تصل إلى العاصمة، لتؤكد أن مصر بهويتها وتاريخها وإبداعها قادرة على أن تفتح نوافذ الأمل والمعرفة والإبداع لكل إنسان على أرضها، فإننا اليوم لا نطلق مجرد مشروع ثقافي، بل نؤكد أن مصر تمضي بثقة في طريق التنوير، تحت رعاية ودعم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يضع بناء الإنسان المصري في قلب مشروعه الوطني.
وتوجه وزير الثقافة بخالص الشكر والتقدير لكل الوزارات والهيئات ومؤسسات المجتمع المدني، ولكل من مد يد العون وساهم في أن يواصل "مسرح المواجهة والتجوال" مسيرته، ويصل برسالته النبيلة إلى كل بيت في مصر، مؤكدًا إن دعمهم هو الركيزة التي تجعلنا قادرين على أن نحمل الثقافة والفن إلى أبعد مدى، وأن نثبت معًا أن العمل المشترك هو السبيل لصناعة مستقبل أكثر طموحًا وإنجازًا.
واستطرد وزير الثقافة: "فلننطلق معًا، ولنجعل من كل قرية ونجع ومدينة مسرحًا مفتوحًا للحياة، يضيء القلوب والعقول، ويصنع الأمل لمصر التي نريدها دومًا في الصدارة، مصر الثقافة، مصر الحضارة، مصر التي تهب أبناءها النور قبل أي شيء آخر".
كما استهلت فعاليات الاحتفالية -التي قدمتها الفنانة الإعلامية لقاء سويدان-، بالسلام الوطني، كما اشتملت على: "عرض فيلم وثائقي بعنوان "من قلب مصر"- فقرة فنية لفرقة الشرقية الاستعراضية- أوبريت "من قلب مصر" من أشعار طارق عمار وإخراج ضياء شفيق.
كما حرص الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، على تكريم عدد من الشخصيات البارزة من المنتمين إلى جهات التعاون الشريكة والمؤسسات الداعمة للمشروع، تقديرًا لإسهاماتهم الجادة والهادفة لإنجاح المشروع وتحقيق الأهداف المرجوة منه على الوجه الأمثل، حيث تضمنت قائمة المكرمين كل من: "الدكتور محمد رفاعى- الدكتورة أمل جمال (مؤسسة مصر الخير)، هند جلال (مؤسسة حياة كريمة)، نجوى صلاح- رضا سفينه- محمد وفيق (وزارة الشباب والرياضة)، الدكتور شريف الرفاعي (وزارة التضامن الاجتماعي)".
وأضاف في كلمته خلال الحفل، "عام تلو الآخر نحصد ثمار الجهد الجهد المبذول في هذا المشروع، الذي قدمت من خلاله العديد من عروض البيت الفني للمسرح التي آمن أبطالها بقيمة هذه الرسالة الثقافية الهامة، وتكبدوا عناء السفر إلى أقاليم مصر المختلفة ليقدموا إلى أهلنا وجبة ثقافية وفنية متميزة"
وأوضح عطوة، أن المرحلة السادسة تتضمن تقديم ثمانية عروض مسرحية من إنتاج البيت الفني للمسرح، إلى جانب إقامة معارض للكتاب مع توزيع عشرة آلاف كتاب مجانًا لأطفال القرى المستهدفة من المشروع، وذلك ضمن مبادرة وزارة الثقافة "مليون كتاب"، كما ستشهد المرحلة مشاركة فرق الفنون الشعبية من مختلف محافظات مصر، وتنظيم معارض للحرف اليدوية، وعقد ورش تدريبية لشباب الأقاليم، بالإضافة إلى إقامة معارض للفنون التشكيلية، مشيرًا إلى أن المشروع يُنفذ بالتعاون مع عدد من الوزارات والجهات الشريكة، من بينها: وزارة الشباب والرياضة، وزارة التضامن الاجتماعي، وزارة التعليم العالي، وزارة التربية والتعليم، وزارة التنمية المحلية، ووزارة الداخلية، إلى جانب: مؤسسة حياة كريمة، مؤسسة مصر الخير، التحالف الوطني للعمل التنموي، مؤسسة "أنا مصري".
والجدير بالذكر أن مشروع "مسرح المواجهة والتجوال" انطلق في 2018 كجزء من استراتيجية الدولة لدعم العدالة الثقافية، وتوسيع قاعدة التلقي المسرحي، ويُشرف عليه البيت الفني للمسرح، والهيئة العامة لقصور الثقافة، بتنظيم من وزارة الثقافة المصرية، وقد حقق المشروع منذ انطلاقه مئات الليالي المسرحية والفنية المتنوعة في عشرات القرى والمدن بجميع أنحاء الجمهورية، ووصل إلى فئات مجتمعية لم تكن ضمن الخريطة الثقافية سابقًا.
إرسال تعليق