"المكحلة واليشمك" تحتفي بأسرار النساء وتفضح المسكوت عنه | مجلة أبو الفنون

صدرت عن الهيئة العربية للمسرح بالإمارات العربية المتحدة مجموعة مسرحيات جديدة  للكاتب المسرحي إبراهيم الحسيني تحمل عنوان "المكحلة واليشمك ومسرحيات أخرى" وتشتمل على مسرحيات منها "العطش، ظل الحكايات، المكحلة واليشمك"، ويقع الكتاب في ثلثمائة صفحة من القطع الكبير وهو ثاني كتاب يصدر للحسيني من الهيئة بعد كتابه "الغواية وكوميديا الأحزان" الذي صدر في عام 2013 ويعتبر الحسيني أحد كتاب المسرح المخلصين له طوال ما يزيد عن العشرين عاما، قدم خلالها إسهامات مسرحية متعددة في مجال النقد والتأليف المسرحي، وبهذا الكتاب الذي صدر ضمن سلسلة "نصوص" التي تهتم بنشر إنتاجات كتاب المسرح البارزين في الوطن العربي يؤكد الحسيني على ملامح وسمات واضحة لمشروعه المسرحي تهتم بمعالجة قضايا الإنسان في عمومه والعربي على وجه الخصوص وتدعو لتحرير الذات الإنسانية من قيودها النفسية والاجتماعية .

وفي مجموعته الجديدة "المكحلة واليشمك" والتي تضم أربعة مسرحيات طويلة يناقش الكاتب مجموعة كبيرة من القضايا المختلفة منها مثلا  كما يظهر في مسرحيته التي تحمل عنوان المجموعة "المكحلة واليشمك" فكرة التحرر النفسي والتخلص من المكبوتات الإجتماعية لدى مجموعة من النساء داخل عالم يعزلهم تماما عن الرجال حيث تمثل الرجال وجودا افتراضيا وعبئا نفسيا وبالرغم من عدم وجودهم المادي داخل النص إلا أنهم يحركون تفاصيل هذا العالم، كما تناقش مسرحية "العطش" داخل المجموعة وضعيات الصراع العالمي حول الماء العذب والعطش المحتمل والمتزايد ويتركنا النص أمام تساؤلات كثيرة حول الحروب المحتملة داخل هذا الإطار ومحاولات إيجاد البدائل المستحيلة، أما مسرحيته "ظل الحكايات" ضمن المجموعة فتحاول تقديم تفسيرا نفسيا للواقع الراهن الممتليء بالصراعات الحادة والعنف المتزايد من خلال تشابك الكثير من الكوابيس والأحلام التي تنتاب شخص واحد لتقوم بتحريكه وإزاحته تدريجيا بفعل مجموعة معقدة من الممارسات التي تقع عليه من عالمه الواقعي لعالم آخر يصنعه خياله علّه يجد فيه راحته، وتجمع المسرحية ما بين السرد الروائي عبر المونولوجات المتقاطعة التي تؤديها الشخصيات الدرامية وما بين الحوار المسرحي، فالمسرحية تقدم رحلة اسطورية لا يمكن توصيفها على أنها تنتمي للواقع ولا حتّى لعالم الأحلام فهي مزيج منهما ومن عوالم أخرى متخيّلة.

أصدر الحسيني قبلا أكثر من 25 كتابا في المسرح والنقد عن دور نشر مصرية وعربية وأجنبية منهم: "وشم العصافير" سنة 2002، "مختارات مسرحية" 2023 عن المجلس الأعلى للثقافة، "بيت على البحر 2022، مقام الشيخ الغريب 2017، مراكب الشمس 2008، متحف الأعضاء البشرية 2004، الغواية 2001 وذلك عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، بالإضافة إلى مجموعات مسرحياته القصيرة ومنها:  "قضية إسكات الببغاوات" عن دار يسطرون، "هلاهوطة العظيم" عن دار المحرر، "جنة الحشاشين" عن دار ميريت، comedy of sorrows  عن دار نشر كارول مارتن بنيويورك، وغيرها.

 قدمت مسرحية "ظل الحكايات" التي تضمها المجموعة على مسرح الغد عام 2021 من إخراج عادل بركات وحصل العرض على عدة جوائز في المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الثالثة عسرة ومنها جائزة أفضل نص مسرحي، كما قدمت معظم مسرحيات الحسيني الأخرى على خشبات المسارح المصرية ومنها: الغواية، أيام إخناتون، مذكرات سنوحي المصري، سلم طالع للشمس،  الكونكان، عشرة بلدي، جنة الحشاشين، وشم الغياب، تجربة العدالة الفاسدة، أخبار أهرام جمهورية، زنزانة لكل مواطن، برؤى إخراجية مختلفة من أجيال مختلفة من المخرجين منهم: سامح مجاهد، حسن الوزير، حسن عبده، شريف صلاح الدين، سمير زاهر، محمد الملكي، مجدي عبيد، حمدي طلبه، يسري السيد .

وكانت آخر العروض المسرحية التي قدمها البيت الفني للمسرح هذا العام للحسيني مسرحيته "باب عشق" والتي ظلت تعرض لأربعة مواسم مسرحية، وجدير بالذكر أن نص باب عشق كان قد حصل في العام 2021 على جائزة ساويرس لكبار الكتاب، وحاليا يستعد مسرح الغد لتقديم عرضه الجديد "حكايات الشتاء" من إخراج محمد عشري .

اضف تعليق

أحدث أقدم

تحديثات