لقد كانت أولى زوجات نبينا الكريم محمد صل الله عليه وسلم مطلقة وجميع زوجاته مطلقه أو أرملة ولم يتزوج بكراً إلا السيدة عائشة رضي الله عنها وكان الصحابة يتسابقون علي الزواج من المطلقات أو الأرامل من باب الاحترام والكرم والتشريف بهم وسترهم وارضاء الله فيهم ، والحق أن الله رحيم وعادل ولم ينص في قرانه الكريم أن البكر تتزوج بكر ولا المطلق يتزوج مطلقة فالله شرع الزواج بأي امرأه مادامت مسلمة ومؤمنه بالله وتؤدي فرضها لتنال رضا ربها ،فمن أنتم أيها الناس حتي تحرمون ماشرعه الله وكيف لكم ان تقسوا علي نساء المسلمات وتتهموهم أبشع الاتهامات وتضعون لهم أحكام وشروط لكونهم مطلقات فاوالله أيها الرجال ان جاءت لاحدكم فكرة التاذي من زواج امرأه سبق لها الزواج من رجل آخر فهذا ان دل علي شئ فلا يدل الا علي عدم الثقة برجولتكم وقلة حيلة لديكم، وبالرغم من كل هذا، ستظل دائما المرأة المسلمة المطلقة او الأرملة عنوان للنقاء وقوة بنيان المجتمع الإسلامي ودليل علي أخلاقه وقوة بنيانه، ومن يدري لعلي الله يحدث بعد ذلك خيراً ولعل الخير يكمن في الشر فدائما يجب علينا جميعا كأفراد ومجتمع أن نحسن إليهم بالرحمة والمحبة وندعو أن ينعم الله علي نساء المسلمين جميعا بالستر والرحمة وتزويجهم بمن يحسن إليهم .
لقد شرع الله سبحانه وتعالي الطلاق في الإسلام للمرأة المسلمة لعله رحمة وخير لها فالله لم يشأ للمرأة أن تعيش في مهانة أو حياة قاسية ، وأن كان في الطلاق عيب أو جرم لما أنزل الله سورة الطلاق بالقرآن الكريم ، فالمرأة المطلقة ليست عورة ولا هي فاشلة بحياتها كما يظن الجهلاء وان كان الطلاق فشل لسميت سورة الطلاق سورة الفشل أو سورة الفاشلات بل سميت لدي المفسرين بسورة الفرج، وقد اوصاكم نبي الله أيها الرجال بالنساء حينما قال أوصيكم بالنساء خيراً ولم يحدد اي نوع من النساء تستحق الخير ،فالمطلقات هم بناتنا وأخواتنا وأهلنا نعم ربما تكون منهم الأم أو الأخت أو الابنة وغيرهم من المسميات ولذلك يجب علينا أن ندرك جميعا كأفراد ومجتمع مراعاة مشاعر اخواتنا المطلقات ومثلهم الأرامل وحمايتهم من قسوة الدنيا ومعاملتهم بالمعروف ،فهم ليسوا سلعة يباع ويشترا فيها وليسوا سيارة مستعملة ،فهم أرواح كسرها الظلم والخذلان في من قررت الزواج به ، فالمرأة حينما تتزوج لا تضع أمامها الفشل أو الخذلان فكل ماتضعه امام نصب أعينها هو النجاح والحب والمودة وبناء أسرة ولكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن وتجد تلك المرأه نفسها مجبرة علي الطلاق لاستحالة العشرة مع شريكها أو مطلقة بدون علمها ورضاها وفي كلتا الحالتين هي مصيبة وغصة تقع عليها هي فقط وتمر بعدها بخسارة نفسية ومعنوية لأن ما حلمت به انهار، فتشعر بالانكسار ثم يأتي المجتمع بفكرة العقيم ويكمل عليها بالشك بها دائما وبتصرفاتها وتظهر الاعيب الرجال ونظراتهم المميتة وطمعهم وملاحقتهم الدائمة وكأنها فريسة لشهواتهم ، فنجدالكثير من المطلقات يغلقن الابواب علي أنفسهم بسبب تلك الشكوك والإطماع ويصبحون سجناء داخل سجن لعين يفقدن الثقة بأنفسهم و كل ماهو جميل فيهم وتتساقط أجمل صفاتهم قبل الأوان كما تتساقط أوراق الشجر بالخريف،
إرسال تعليق