تقول نهى صبحي في كلمة الغلاف :
أنتَ مراقبٌ الآن، اخفض صوتكَ، تحسَّس الأرض
بقدمٍ واحدةٍ، ارتد ملابسكَ كاملةً؛ فأنتَ
لست وحدكَ، وهذا ليس عالمكَ الخاص.
الجدرانُ ليست لها آذان لكن العيون الزجاجيَّة
في كل مكانٍ، أسقُفُ المنازل المُعلقةِ ليست آمنةً، هناك الكثير من الزواحفِ والفئران،
إما أن تغلقَ بابكَ، أو تهرب إلىٰ العراء، وقبل دخول الغابة اعلم جيِّدًا أن الأنسنةَ
حقٌ مشروعٌ لكلِّ حيوانٍ.
وفي قراءتها للرواية الجديدة، أوضحت الدكتورة
نداء عادل، أنَّ الروائي ابن زمنه وبيئته وإرث كبير راكمته الحياة لديه، مشيرة إلى
أنه: هكذا نجد الكاتبة نهى صبحي، في رواية "ستوكر" المصورة، والتي تعد الجزء
الأول من ثلاثية، تلامس حياة البيوت جميعًا، وتسبر أغوار حياة الشباب، وتكشف ما لم
يعد مستورًا لكنه مسكوت عنه، لتحول مسار الحياة الاجتماعية نحو الإنسانية السوية.
وأضافت: نحن هنا أمام عمل لم يعد مستبعد
الوقوع، فقد طالعتنا الصحف ووكالات الأنباء بأخبار جرائم عدة دون أن تحيل دفة عرضها
إلى العوامل التي أدّت إلى ارتكاب الجريمة، ودون أن تكون أداة تساعد القانون في الحفاظ
على العلاقات الاجتماعية التي نطمح إليها في عالمنا، هذه الفجوة التي تغلقها الكاتبة
نهى صبحي سردًا وبحثًا وتصويرًا، علَّ الآباء يستوعبون والشباب يتداركون قبل أن تمضي
حياتهم سدى.
واستطردت: هنا نجد في رواية "ستوكر"
تبسيط للمعقد، وتحدٍّ صريح في مواجهة الأفكار السَّائدة، مقتربة من تحولات الواقع وتجاذباته
وإشكالاته، لتؤدي نهى صبحي دورها الرياديٌّ في تحليل الواقع الذي نعايشه، وتُشّكل فيه
قوّة نقدٍ إيجابيٍّ وقوة اقتراح مفيدة؛ فالتاريخ ينبئنا أن المثقفين هم الذين أسهموا
في التّحولات الكبرى في تاريخ الأمم والشعوب، أو التمهيد لها أو توجيهها لتكون في صالح
الإنسان، لتصل أفكارُهم إلى القوى الفاعلة في المجتمعِ.
واختتمت بأنه: في الحقيقة إن "ستوكر"
ليست بعيدة عن منهاج الأديبة نهى صبحي، فهي دائمة الدعوة إلى استنهاض قوى العقل في
مواجهة الخواء والفوضى والتفاهة، والتاريخ يتغير عندما تتحول الأفكار إلى قوى مجتمعية
فاعلة.
إرسال تعليق