سعادة كبيرة بفوز فيلمنا الروائي الطويل (وش القفص) بجائزة أفضل سيناريو بمهرجان القدس السينمائي في دورته السابعة من بين 12 فيلماً مشاركاً بالمسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، رغم الجوائز الكثيرة التي حصل عليها الفيلم، إلا أن هذه أول جائزة يحصل عليها الفيلم في فرع السيناريو والذي كتبته بالمشاركة مع أشرف مهدي عن قصتي، عامان من العمل، التفكير، لحظات من الشك، الكثير من المخاوف والأوراق المقطعة، مراجعات، سجالات، حيرة وقلق، كلها لم تنتهِ بعد كتابة السيناريو بل استمرت لمدة أربع سنوات وهي فترة الإنتاج وما بعد الإنتاج، خلال تلك الفترة اضطرارنا أحيانا إلى إدخال تعديلات على بعض المشاهد وربما راق لنا أن نضيف أو نحذف مما كُتب، ففي تلك اللحظات السحرية أثناء التصوير وفي حضرة الممثلين والإضاءة والملابس يعاد التشكيل والتلوين، وأمتد ذلك لجلسات المونتاج والتي شهدت أيضا تعديلات على السيناريو ذلك الكائن الحي المتغير النابض بالحياة الشغوف بالألوان واللعب. ست سنوات إذن في معية ذلك النص شهدنا ركلاته الأولى في رحم أوراقنا، ثم تلقفنا ميلاده، راعيناه وسهرنا في معيته، أحببناه ومازلنا نلهج بمقولات شخصياته، نضحك معهم وعليهم، نسترجعه كل يوم في حياتنا ... فشكرا للجنة التحكيم التي أثابت مجهودنا بهذه الجائزة الكبيرة، لجنة جليلة برئاسة المخرج محمد ملص من سوريا، وعضوية كلاً من الفنانة ليلى علوي من مصر، الفنانة نادية بوستة من تونس، المخرجة نجوى نجار من فلسطين، والمخرج Nicolas Wadimoff من سويسرا. انطلق المهرجان يوم 29 نوفمبر في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يستحق منا كل الدعم والمساندة، فإذا بجائزة تأتي من هناك لتدعم مسيرتنا، جائزة بطعم مختلف، فرحتي بذهاب الفيلم لفلسطين كانت كبيرة، والآن فرحة لا حدود لها .
اعتراف آخر ... هذه الجائزة أحبت طريقتنا في الكتابة ... تعلمت أن السرديات الكبرى هي تلك السرديات الصادرة عن السلطة والمؤسسات، هي تلك السرديات التي تحمل مصلحة المهيمن والمسيطر والمنتصر، تكرس لوجوده وتمكنه من أن يتربع على العرش أطول فترة ممكنة، وفي المقابل هناك السرديات الصغرى، التي يتم إسكاتها أو إبعادها عن المتن على أحسن تقدير، تلك القصص الخاصة بالمهمشين على اختلاف أنواعهم، من لا سلطة ولا قوة لهم، الفقراء، النساء، العجائز، الملونين، إلخ.... أعتقد أننا حين نكتب السرديات الصغرى قد نكتبها بنفس الطريقة التي تكتب بها السرديات الكبرى، نتتبع الأحداث الجسام، نسلط الضوء على نقاط درامية قوية نتابع فيها مسيرة البطل الضد وهو يتخذ طريقا يشبه ما يتخذه بطل السرديات الكبرى من بداية ووسط ونهاية بما فيها من صعود وهبوط. لا أجد شيئا من هذا فيما أكتب، فغالبا ما يثير اهتمامي هي تلك المنطقة التي تقع ما بين الأحداث، تلك الأمور الحياتية العادية، تلك اللحظات العابرة حيث المرء يشبه نفسه، لا يرتدي قناعا ولا يمثل دورا، تلك اللحظات المنسية لأن لا شيء لافت يحدث، لا حدث كبير، لا صراع قوي، لا قرارات مصيرية، لا خطب عصماء، أحب لحظات الاستراحة والاستكانة، نرتاح ونلتقط أنفاسنا، نخلع أزياء الحياة ونستبدلها بالبيچاما الواسعة التي نسارع بارتدائها حال وصولنا للمنزل. نعم ليس هناك صراع قوي ودراما ملحمية فيما أكتب، فقط همهمات، فضفضة، ضحكة رائقة، استرسال، لغو أو عبث. لحظات نسرقها لنكون أنفسنا ونضحك فيها معا. أحب المناطق البينية، السهول، الوديان، الواحات، لا طاقة لي بمشقة تسلق الجبال ولحظات النصر ورفع الأعلام، الدراما عندي تتقد على ايقاع القلب الهاديء وليس مع دفقات الأدرنالين .
فشكرا لمحبة لجنة التحكيم ...
وأخيرا وليس آخراً شكر واجب لمدير المهرجان الدكتور عز الدين شلح وأمنيات بدورات كثيرة قادمة لهذا المهرجان المقام في غزة ولكنه يحمل اسم القدس، لعل إحدى دوراته تقام في القدس يوما، ومحبة كبيرة للناقدة السورية لمى طيارة لدعمها ومحبتها.
استاذ كمال سلطان اود ان اعرف من حضرتك عن نتائج مهرجان القدس السينمائى
ردحذفارجو منك ان تخبرينى بما انك غطيت اخبار مهرجان القدس الدولى للسينمائى عن مسابقة سيناريو الفيلم القصير المكتوب حيث اننى قدمت بها بفيلمى الشيخ نعناع ارجوك تخبرينى بنتائج المسابقة لك جزيل الشكر
إرسال تعليق