أما هؤلاء الشَامِتون (والشَتّامون) فكم تمنّوا أن يعملوا في التليفزيون المصري ولكنهم لم يُفلحوا ..
بل كانوا يتمنّون أن يعبروا فقط من أمامه ..
لذا .. ستظل بداخلهم تلك العقدة الدفينة (عقدة ماسبيرو) الذي لم يعترف بهم ولم يمنحهم الختم أو الشهادة ..
سيظلوا يشعرون دائماً أنهم ناقصي المهنية .. مهما امتلأت وتضخمت أرصدتهم البنكية ..
لاحظ معي أنه من المستحيل أن تجد شخص عمل في التليفزيون المصري أو تعامل معه ولو بشكل مؤقت .. مستحيل أن يذكر المبنى بسوء مستحيل ..
نحن أبناء التليفزيون المصري ..
لا نَسُب ماسبيرو .. ولا نُقلل منه .. ولا نُطالب بهدمه .. ولا نشكو منه رغم كل ما مر بنا معه ..
نحن أبناء التليفزيون المصري ..
نرفعه على رؤوسنا .. ونضعه في قلوبنا ..
لأننا نعرف قدره وتاريخه وتأثيره وقيمته ومكانته جيداً ..
مبنى ماسبيرو .. ليس مجرد مبنى أصمّ ..
إنه مبنى من لحم و دم .. عاصره أجيال من الأساتذة .. ومرّ عليه أجيال من العظماء في شتى المجالات ..
مبنى ماسبيرو .. مبنى حي .. يعيش فينا ونعيش فيه .. يتنفسنا ونتنفسه .. ونحن الآن نجاهد معاً ليحافظ كلانا على البقاء ..
من فضلكم ..
إسألونا نحن عنه .. عن مصير هذا المبنى ..
شاورونا .. أعلمونا .. أخبرونا ..
فنحن أبناؤه .. نحن فقط المُخَوَلُون بالتحدث عنه ومعرفة مصيره .. لأنه يقيناً (مصيرنا نحن) ..
ولطفاً ..
أسكِتوا الآخرين .. الذين يُضمِرون له شراً .. ولا يعلمون عنه شيئاً ..
ولكننا .. نحن فقط الذين نعلم ..
نعم .. نحن نعلم .. (أن للمبنى ربٌ يحميه)
إرسال تعليق