[يعدّ معرض الشارقة للكتاب أحد الأعمدة الثقافية الراكزة التي استند عليها مشروع الشيخ سلطان القاسمي الثقافي، فهو مشروع انطلق من الشارقة والإمارات، ليمتد صداه وإشعاعه إلى العالم، ولأن الشيخ القاسمي يعرف أن البطل في هذا الحدث هو دائما الكتاب, وجه كل الدعم للجهات والمؤسسات الثقافية التي تهتم بالكتاب وتسويقه وترعى الفعاليات والأنشطة في هذا المجال؛ وحرص، على دعم الكتاب في مختلف المجالات الثقافية والفكرية والأدبية، خاصة فيما يتعلق باللغة العربية والتراث؛ باعتباره مكوناً رئيساً من مكونات الشخصية الإماراتية؛ سواء على مستوى الهوية الوطنية أو الثقافية، و اكم من مبادرات أطلقها الشيخ القاسمي على مدار سنوات داعياً فيها إلى صون التراث وحفظ العادات والتقاليد والقيم، وتوصيلها إلى الأجيال الجديدة؛ لتعريفهم بتاريخهم وموروثهم الثقافي والحضاري.
[عودة إلى معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي أوجد لنفسه مكانا مرموقا في السوق الدولية للكتاب,عقب سلسلة من الاحتفاءات العالمية حلت فيها هيئة الشارقة للكتاب المنظمة للمعرض كضيف شرف على العديد من معارض الكتاب في العالم, فتواجدت مؤخرا في معرض مدينة بولونيا الإيطالية لكتاب الطفل و معارض " باريس " و" نيودلهي " و" ساو باولو " و" تورينو " وغيرها من المعارض العالمية.
[لم يكن للشارقة أن تتبوأ هذه المكانة في دنيا الثقافة العربية و أن تمتلك ما امتلكته من تجربة وبنية تحتية بين عواصم الكتاب العالمية, لو لم يكن هناك حاكم حكيم اعتبر الكتاب مشروعه و وضع رؤيته الثاقبة التي جعلت من الثقافة طابعاً مميزا للإمارة, مكنتها من تحقيق الريادة في خدمة الثقافة المحلية والعالمية على مستوى صناعة الكتاب عامةً, لتكون محل احتفاء العالم وواحدة من عواصم الثقافة العالمية.
[استثمرت إمارة الشارقة في مجتمع المعرفة ووفرت له كافة المقومات والإمكانات، التي تساعد في إنشاء المكتبات ودور النشر؛ بهدف توفير الكتب والمؤلفات وإتاحتها للجميع، فضلاً عن ترسيخ ثقافة تعزيز القراءة لدى أفراد المجتمع لبناء وعي الفرد, و إتاحة فعل القراءة للجميع عبر شراء كميات كبيرة من الكتب؛ وإهدائها للمكتبات والمؤسسات الحكومية في الإمارة ، وينبغي تأمل تجربتها في الاهتمام بالمكتبات العامة المنتشرة في مدن الإمارة وخطوات إمدادها بأحدث الإصدارات في مختلف صنوف المعرفة, كما تجدر الإشارة إلى المبادرات التي يطلقها و يرعاها دائما الشيخ القاسمي لتشجيع الشباب على التأليف والإبداع في شتى مجالات العلوم و الفنون والآداب، حيث دعم دور النشر لطباعة إنتاجهم الأدبي؛ لما للكتاب من أدوار وقيم عالية في تنمية الإنسان وصياغة فكره ووجدانه، وتأثيره في صنع مجتمع المعرفة والارتقاء بالفكر الإنساني, لتعزيز مساهمته في مشروع الإمارة الحضاري الشامل.
[لأن التجربة كما قلنا وصلت لنصف قرن من الزمان فأصبح من السهل الآن أن تلاحظ كيف تعود الناس في الشارقة على طلب العلم واكتساب المعرفة, ويكفى مثلا أن تعرف أن معرض الشارقة الدولي للكتاب أصبح مزارا عائليا تنتظره الأسر الإماراتيه بشغف, و كل فرد قد أعد قائمة بأسماء الكتب التي يريد شراءها, هكذا أحب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الكتاب, و زرع حبه في نفوس أهل الشارقة و باقي الإمارات و امتد إلى العديد من البلدان العربية .
إرسال تعليق