لاشك أن وجود فنانة تؤمن كثيراً بالشباب وبالمواهب الصاعدة على رأس وزارة الثقافة المصرية وهى الدكتورة إيناس عبد الدايم، وكذلك وجود المخرج خالد جلال كرئيس لقطاع الإنتاج الثقافى، وأحد أهم الداعمين لفكرة تدريب الممثل الشامل وتقديمه للحركة المسرحية والحركة الفنية عموماً، كان له أكبر الأثر فى خروج عرض "أشباح الأوبرا" الذى يتصدى لبطولته محموعة من المواهب الشابة الواعدة التى أفرزتها ورشة الهناجر الأولى لتخريج الممثل الشامل والتى استمرت تدريباتها لمدة عام كامل، وألقى بذرتها الأولى المخرج شادى سرور رئيس مركز الهناجر للفنون والذى حرص على إعادة الدور الرئيسى للمركز فى أن يكون قبلة المستقلين والهواة لإبراز مواهبهم الفنية وهو الهدف الأساسى الذى إنشئ المركز من أجله، وقدم للساحة عدداً من الأسماء اللامعة فى جميع التخصصات المسرحية، وذلك فى عهد الدكتورة هدى وصفى التى حرصت على استقدام فنانون من الخارج للإستفادة من خبراتهم وتجاربهم الفنية .
ولأن شادى سرور دَرَب وأخرج للعديد من الشباب من خلال
المسرح الجامعى ويؤمن تماماً بأهمية التدريب للممثل وسبق له تكوين العديد من الورش
التدريبية خلال إدارته لمسرح الشباب ثم مسرح الطليعة، فقد كان حريصاً على الاعتماد
على أسماء هامة جداً كل فى مجاله حيث أسند مهمة التدريب فى ورشة الهناجر للمخرجة
مروة رضوان والملحن أحمد حمدى رؤوف, ومصمم الاستعراضات ضياء شفيق، وكانت يده بيدهم
لحظة بلحظة وشارك فى إلقاء محاضرات للدارسين بالورشة وكان يحرص على دعمهم والإشادة
بهم حتى أنك لتشعر أنهم أسرة واحدة وهو ما ألقى فى نفوس الشباب الثقة والمثابرة
وبذل المزيد من الجهد والعرق، وهذه ميزَة أن يكون المنتج فناناً، ويظهر ذلك بوضوح
فى اختيار صناع العرض المسرحى، فإلى جانب مروة رضوان ككاتبة ومخرجة وضياء شفيق
كمصمم للاستعراضات فقد نجحت المخرجة فى الاعتماد على عدد
من الأسماء البارزة فى عالم المسرح الغنائى والاستعراضى بدءاً من الشاعر طارق على الذى
كتب أغانى العرض، كما اعتمد على أربعة من أبرز صناع الموسيقى وعلى رأسهم الملحن
إيهاب عبد الواحد الذى تعاون مع العديد من كبار المطربين المتصدرين للساحة
الغنائية حالياً كمان أنه ملحن الأغنية الشهيرة "الغزالة رايقة" وأغنية
حسين الجسمى "رمضان فى مصر حاجة تانية"، والذى قام بإهداء ألحان العرض،
الاعداد الموسيقى والميكساج للملحن الشاب أحمد طارق يحيى، موسيقى تصويرية كريم
شهدى وهما من أبناء مركز الإبداع الفنى وقاما بتلحين العديد من الأغانى فى عروض
المركز، أما أغنية الختام فقد قام بتوزيعها الموسيقى الملحن الشاب سام إميل، الأزياء للدكتورة
مروة عودة وهى إبنة مركز الإبداع أيضاً وصممت الملابس لأكثر من عرض من إنتاج المركز،
إضافة إلى تصميمها لملابس الكثير من عروض مسرح الدولة والفرق الخاصة والمستقلة، وقام
بتصميم الديكور الدكتور عمرو الأشرف وتصميم الإضاءة للفنان محمد عبد المحسن .
والعرض استوحته مروة رضوان من رواية "شبح الأوبرا للكاتب
الفرنسى الشهير جاستون ليرو وتم إنتاجها فى العديد من الأفلام السينمائية والعروض
المسرحية، لكن مروة رضوان عملت عليها كثيرأ حيث أن لديها ستون ممثلاً وممثلة فى
هذا العرض، فضمَّنت العرض مشاهد مطولة من مسرحيات عالمية ومصرية مثل "حلم
ليلة صيف" و"هاملت"
و"ريا وسكينة" .
ولقد نجحت من خلال عرضها فى تقديم مجموعة من الفنانين الذين نجحوا فى حصد الإعجاب الجماهيرى وأتصور أن العرض سيكون ممثلاً قوياً لمركز الهناجر فى العديد من المهرجانات المحلية والدولية وارشحه بقوة للمنافسة وحصد العديد من الجوائز .
إرسال تعليق