الموهبة وحدها لا تكفي، فالتمثيل كأي فن له أدوات، إذ لم يعرفها الشخص، ويتدرب عليها وينميها ستموت موهبته كأي نبتة جميلة أهملها صاحبها وكف عن رعايتها بالري وتخليصها من أعشابها الضارة.
الممثل كما العازف ، إذ لم يتدرب ويتدرب ويتدرب لن يستطيع العزف ببراعة على آلته حتى وإن كان يمتلك موهبة طاغية. آلة الممثل هي نفسه (جسداً وعقلاً ومشاعر).. وإذ لم يع الممثل أن لكل من هذه العناصر تدريبات مستمرة .. ونكرر (مستمررررة) .. فهو ممثل غير مكتمل، بل وستموت الموهبة ولو بعد حين.
ومن بين هذه التدريبات (المستمرة) هناك ما يمكن تسميته بتسجيل المشاهدات اليومية، فعلى الممثل أن يغذي عينيه وروحه وعقله بتسجيل ما يشاهده في حياته اليومية، أشخاص أو مواقف أو علاقات بين البشر بعضهم وبعض أو بينهم وبين الأشياء.
تسجيل هذه المشاهدات ودراستها هي ما سيعين الممثل على إكساب دوره حياة حين يستدعي أي منها أو يستفيد من تفاصيلها.
إذن الممثل الجيد هو أولا موهبة، ثم تدريب يومي لتنمية آلته ، مع ملاحظاته اليومية للبشر الذين يقابلهم في الحياة اليومية. والحقيقة العلمية تقول أن الممثل الموهوب من دون تدريب ودراسة مستمرة هو ممثل ناقص.
كم من الأسماء الموهوبة فقدوا الكثير من تألقهم بسبب ارتكانهم لكونهم موهوبين ، خدعتهم موهبته اكتفوا بها، وجلسوا ينتظرون (الدور) الذي ظنوا أنهم سيقدمونه ببراعة معهودة، فإذا بهم يسقطون في التكرار والاستسهال والأداء المعلب.
وفي المقابل فإن الممثل نصف الموهوب المجتهد الذي لا يكف عن تنمية أدواته هو بعد حين ممثل صاحب بصمة، والأمثلة (المحلية والعالمية) أكثر من أن تحصى عبر التاريخ.
أن تكون ممثلاً..
يعني أن تكون مهموماً بموهبتك،
أن ترعاها كما ترعى نبتة تريدها يانعة دوما،
وإلا ستصحو يوماًً
لتكتشف أنها قد غافلتك وهجرت.
إرسال تعليق