زينب أحمد: أستمد أفكارى من الواقع، والمرأة هى الأقدر عن التعبير عن مشاعر الأنثى | المحروسة نيوز


المهمة المظلمة .. هى الخطوة الأولى للكاتبة زينب أحمد التى تقتحم من خلالها عالم الأدب الروائى لأول مرة، وتتناول فى إطار بوليسى مقتل سائح ألمانى الجنسية، ينتَمِي إِلَى طائِفَةِ سرِّية وقد جاءَ من بلاده ومعه حقيبة لا أحد يعلم شيئاً عن محتواها، ويتم قتله وسرقة الحقيبة، وتَتوَرطَ زوجة صديقه المصرى فى الأمر، فيدفعها القدر للاختباء لدى ممثلة معتزلة تم أختيارها لتمثل السفارة المصرية داخل دولة ألمانيا، إلا أن أحداث الرواية تحمل خطاً دراميا موازياً حول معاناة المرأة العربية مع التمييز منذ طفولتها وصباها فى بيت أسرتها حتى تنتقل إلى بيت زوجها لتكتشف أنها انتقلت إلى سجن أشد قسوة وأن المعاناة والتمييز مازالت رفيقة رحلتها ..

وفى هذا الحوار نتعرف معاً على رحلة الكاتبة وعلى تفاصيل روايتها الصادرة عن دار إرتقاء للنشر والتوزيع ..

حوار: كمال سلطان

* كيف بدأت رحلتك مع الكتابة لأول مرة، وكيف تطور الأمر فيما بعد؟

** بدأت رحلتي مع الكتابة فى الطفولة، حيث كنت أكتب قصص فانتازيا قصيرة، والأشعار، وبعض الخواطر، والحقيقة أن الكتابة كانت بالنسبة لى دائماً شئ هام جداً، وقد توقفت لعدة سنوات عن ممارستها لكن عدت إليها بعد ذلك وكتبت ثلاثة روايات قبل "المهمة المظلمة" ولم أنشر منهم شئ حتى الآن كما كتبت كثيراً من الأشعار بالفصحي والعامية أيضاً، وكثيراً من الخواطر والمقالات.

* كيف جاءتك فكرة روايتك الأولى "المهمة المظلمة" ؟

** يوجد بعض المواقف الحقيقية التي بنيت عليها فكرتها وإن كانت هذه المواقف، لا تعبر عنى بشكل شخصي .

* وماهي الصعوبات التى واجهتك حتى خرجت الروية للنور؟

** الصعوبات التي واجهتني كانت اثناء الكتابة وأهمها بعض المعلومات العسكرية التى كنت أتمنى أن أحصل عليها من مصادر موثوقة وهذا لأن لدينا شخصية الضابط "حسام" وهو ضابط العمليات الخاصة المعروف عنه التكهن والذكاء وبالمناسبة هو البطل فى الجزء الثاني، فرأيناه كيف حل لغز المتاهة بطريقة ذكية فى الجزء الأول، ونترك لذكائه فى الجزء الثاني عودته بإبنة "ليال" من ألمانيا وهل هو قادر على الانتصار فى تلك المهمة التى تعتبر من المستحيلات أم ماذا ينتظره هناك

* "نبض .. إعتذار.. ليال .. ضرغام" نماذج لأسماء شخصيات روايتك، حدثينى عن كيفية اختيارك للأسماء وهل لابد أن تحمل مدلولاً معيناً؟

** نعم بالتأكيد هى تحمل مدلولاً قوياً ولم أختر أى شئ فى كتاباتي إلا وكان له مدلولاً ،فأنا لا أحب أن أكتب بشكل تقليدى أو أكتب مجرد قصة بوليسية أو ماشابه .

* عندما تشرعين فى الكتابة .. ماهو الجزء الأصعب الذى يرهقك الوصول إليه فى العملية الابداعية؟

** هناك دائماً شئ بداخلي يدفعني للكتابة ويوقظ بذهني كل الأفكار التي يمكنها أن تتلاحم لتصبح عمل أدبي متكامل دون أن يكون هناك شئ يرهقني،ولكن أصاب بكثير من الأحيان بعدم رغبة فى إستكمال ما بدأت فاترك الكتابة فترة ثم أعود .

* اختيار دولة ألمانيا لتشهد جزءاً هاماً من الأحداث فى روايتك، هل له مدلول درامى أم جاء بالصدفة؟

** لا، لم يأتي صدفة، بل له مدلول درامى، ولكن أحب أن احتفظ به لنفسي على الأقل حالياً.

* هل كنت تخططين منذ البداية لوجود جزء ثان للرواية أم أن الأمر فرض نفسه؟

** عندما كتبت الرواية كنت أنوى كتابتها كاملة دون تأجيل جزء منها لكن مررت بفترة عصيبة أثناء كتابتها، ثم جاء موت شقيقتي مما جعلني أتوقف وأقرر أن ألحق لها جزءًا آخر.

* من اين تستمدين أفكارك؟

** استمد أفكارى فى كثير من الأحيان من الواقع ومرات قليلة من الخيال.

* ماهو رأيك فى مصطلح "الأدب النسوى" ؟ وهل انت معه أم ضده؟

 ** ضده بالتأكيد، فأنا أؤمن أن الأدب هو أكبر أداة يمكنها تغير الواقع، وأنا كإمرأة يمكنني أن أكتب عن "الميسوجينية" بطريقة أفضل من أن يكتب عنها رجل ولكن يمكنني أيضاً أن أبدع في مختلف مجالات الكتابة الأخرى، كما أن لو كنا نقصد بهذا المصطلح منح النساء القيمة الإجتماعية اللائقة والحرية ودعمها نفسياً فلا ننسي أن هناك رجال أيضاً كتبوا فى هذا الأمر وكانوا ناصرين للمرأة، مؤيدين لحريتها وحقوقها، ولذلك يبقي الأدب هو الأدب ولا يجوز تجزءته .

* أيهما تفوق أكثر فى الكتابة عن الأنثى .. الرجل أم المرأة؟

** أعتقد أنه من النادر أن يكتب الرجل بشكل بارع عن الأنثى وصعب أن يقرأها بشكل لائق لقراءتها ولا يمكنه أيضًا أن يتعمق فى أعماقها ويخرج بكل مكنوناتها ولذلك أرى أن الأفضل هي "الأنثى" .

* ومن هو الكاتب الذى أنصف المرأة من وجهة نظرك؟

** المرأة هى القادرة أن تنصف نفسها فمنذ عشرات السنوات وهناك الكثير يكتبون عن المرأة ويريدون انصافها ولكن مازالت الكثير من النساء لم يتم انصافهن ويعيشن مستسلمات للميسوجينية بأبشع أشكالها، لذلك على المرأة أن تتعلم كيف أن تكون قوية، فالقوة لها أسس كثيرة ونحن مازلنا بعيدين عنها فى كل ما نفعله، ومطالبتنا ببعض المصطلحات المملة دون التعمق للجذور، نحن نريد بناء مجتمع سليم بشكل يحترم كلٌ منا حقوق الآخر وإنصاف الحق حتى ولو كان على حساب أنفسنا.

وتضيف زينب: لا يمكنني أن أجيب عن هذا السؤال لأنني لم أقرأ لكل الكتاب الذين كتبوا عن المرأة حتى أكون منصفة لكن هناك رجل لا أحد يتحدث عنه كثيراً وهو أبن حزم الاندلسي وذكرته لأسباب ولكن نحتاج الكثير من الوقت والكتابة بخصوص هذا الشأن.

* وأخيراً وليس آخراً ..  مالذى يشغلك حالياً؟

** أكتب حالياً رواية جديدة تنتمي إلى الفانتازيا، كما استكمل الجزء الثاني من "المهمة المظلمة" وهناك جزء من وقتي أخص به مذاكرة دروسي حيث التحقت بتمهيدي ماجستير .

اضف تعليق

أحدث أقدم

تحديثات