مهران والغرباوى يعيدان الاعتبار إلى "اوفيليا" فى "هاملت بالمقلوب" | بقلم: كمال سلطان | المحروسة نيوز

لاشك أن العديد من الشخصيات الثانوية فى أدبنا العربى والعالمى قد واجهت نوعاً من الظلم والتهميش لصالح الشخصية الرئيسية فى العمل الأدبى، وهو ماحدث مع شخصية "اوفيليا" من جانب الشاعر الإنجليزى الشهير وليم شكسبير عندما شرع فى كتابة تحفته الخالدة "هاملت"، فعلى الرغم من إخلاص "اوفيليا" فى حبها ل "هاملت" وتحملها لقسوته معها، كان يعاملها بمنتهى الجفاء، بل أنه راح ينتقم من أمه فى صورتها، وحوَل كل غضبه إليها حيث كان يتهمها بالعهر، وينعتها بأقذر الصفات، ولكنها تحملت كل ذلك، ولم تعامله بالمثل حتى بعد أن قتل أباها "بولونيوس"، فقد كتمت أحزانها بداخلها حتى فقدت عقلها بسبب حزنها على أبيها وفقدت حياتها غرقاً فى البحيرة .

ولقد سعى عدد من الكتاب والنقاد إلى إعادة الاعتبار إلى "أوفيليا" ومحاولة إنصافها فى كتاباتهم بتسليط الضوء عليها وحرصوا على إبراز رقتها وملائكيتها .

حتى جاء نص "هاملت بالمقلوب" للدكتور سامح مهران والذى يحمل على عاتقه فى كل كتاباته إنصاف المرأة وإعطائها بعض حقوقها المهدرة،  وفى هذا النص الرائع يغوص مهران فى شخصيات "هاملت" ويعيد تفكيكها وإعادة صياغتها مجدداً، ويمنح "اوفيليا" الفرصة لتثور على هاملت، وتعامله بنفس الخبث والخداع، وتفضح مايستره من إدعاء الجنون، وتكون نداً قوياً له فى العديد من المشاهد التى تجمعهما، وقد التقط المخرج مازن الغرباوى طرف الخيط فجعل من اوفيليا بطلة للعرض ومنحها مساحة كبيرة لتملأ المسرح من بداية العرض حتى نهايته، ولا يسعنى هنا إلا أن أنتقل من أوفيليا إلى سمر جابر التى منحها الغرباوى دور البطولة على خشبة المسرح فى هذا الدور شديد الصعوبة على أى ممثلة، وتقف سمر جابر على المسرح منذ سنوات حيث كانت بدايتها من خلال عرض "البدروم" تأليف د. مصطفى سليم، وإخراج سامح بسيونى وبطولة د.سميرة محسن وعمرو عبد العزيز وشمس وأشرف مصيلحى ودعاء طعيمة، كما تعاونت مع المخرج الراحل فهمى الخولى من خلال عرض "باب الفتوح" أمام النجوم يوسف شعبان ومحمد رياض ومحمد محمود إضافة إلى تعاونها مع الفنان أشرف عبد الباقى، والمخرج نادر صلاح الدين فى عدد من عروض "مسرح مصر" .. بجانب تألقها فى العديد من الأدوار التلفزيونية والسينمائية .





اضف تعليق

أحدث أقدم

تحديثات