وأثنى السفير دياب اللوح على المناضلة الراحلة والتي بقيت مدافعة عن فلسطين وقضيتها العادلة في كافة المحافل الفنية والثقافية بريشتها وصوتها الفلسطيني الذي جاب العالم للتعبير عن معاناة الشعب الفلسطيني، وقد كانت صاحبة موقف وطني نبيل وشريف قدمت الكثير لفلسطين، وكانت مثالا للعطاء والتضحية ، مؤكداً أن المشهد الثقافي والفني الفلسطيني يفقد أحد أبرز رموزه الإبداعية برحيلها.
وتتقدم سفارة دولة فلسطين بمصر ومندوبية فلسطين بالجامعة العربية بخالص العزاء والمواساة القلبية لأسرة وذوي الفقيدة وكذلك لعموم محبيها ومريدي فنها ، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته، ويلهم أهلها ومريديها وذويها الصبر والسلوان.
وقد شيِّع جثمان الفقيدة بعد صلاة الظهر من مسجد الشهيد عبد الخالق عامر أمام مستشفى فلسطين بمصر الجديدة، ويوارى جسدها الثرى في مدافن منظمة التحرير بطريق السويس .
جدير بالذكر أن الفقيدة الفنانة لطيفة يوسف زقوت أحد أبرز الأسماء الرائدة في مجال الفن التشكيلي ، ولدت في فلسطين بمدينة أسدود في آب لعام 1948، واستقرت في منتصف عمرها في جمهورية مصر العربية، حاصلة على دبلوم تربية فنية عام 1967، وعملت مستشارة في المركز الإعلامي والثقافي الفلسطيني في سفارة دولة فلسطين في القاهرة، وكذلك عملت دبلوماسية بالمندوبية الدائمة لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية بين الأعوام 2002 و2008، كذلك عملت في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطيني، وعملت بوزارة الثقافة منذ العام 1995 وحتى العام 2008، وكانت تشغل عضوية في الاتحاد العام للتشكيليين العرب، وعضوية في الاتحاد العام للتشكيليين الفلسطينيين والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وكانت قد قضت مسيرتها الإبداعية وتميزت بلوحاتها الفنية للتعبير عن للقضية الفلسطينية بأسلوب فني متميز، إذ قدمت العديد من المعارض الفردية والجماعية حول العالم بالرغم من الظروف التى يفرضها الاحتلال الاسرائيلي على الفن الفلسطيني، و لها بصمة مميزة في تعزيز دور الفنان التشكيلي الفلسطيني داخل الوطن وخارجه، وقد استطاعت أن تترك بصمتها الفنية الفلسطينية في المحافل الدولية ، وقد بدأت مسيرتها الفنية عبر توليفات فنون الكولاج اللصقي، المؤتلفة من خامات ومواد تقنية متنوعة، لتشكل معادل بصري لطبيعة اللجوء الفلسطيني وما تعانيه المخيمات من قسوة الحياة لتعكس معاناة القضية الفلسطينية وتجسد الهوية الفلسطينية .
أقامت الفنانة لطيفة يوسف أكثر 25 معرضا فرديا، وأشرفت على مئات المعارض الجماعية والتظاهرات الفنية التشكيلية في فلسطين والعديد من الدول العربية أبرزها مصر ولبنان والأردن وتونس، والدولية مثل: باريس والمجر، إيطاليا، هولندا، النمسا، الولايات المتحدة الأمريكية، وحاصلة على عدد كبير من التكريمات و الجوائز والميداليات وشهادات التقدير، كان أبرزها جائزة الأوسكار في ملتقى فناني الشرق الأوسط الذي شارك فيه مجموعة كبيره من فناني العالم العربي بالقاهرة ٢٠١٢ ، وفي عام ٢٠١٩ كرمتها وزارة الثقافة المصرية ضمن ١١ مبدعة عربية في الملتقى الثاني للمبدعات العربيات ، ومؤخرا منحتها وزارة الثقافة الفلسطينية مطلع العام الجاري ٢٠٢٢ جائزة دولة فلسطين للآداب والفنون والعلوم الإنسانية عن الفنون لعام 2021 نظيرا ابداعها الفني الذي حمل بين طياتها القيم الثقافية الإنساني والوطنية وشكّلت إضافة للذخيرة الثقافية والمعرفية الوطنية .
إرسال تعليق