كمال سلطان يكتب: "سالب واحد" .. عرض المعهد الذى حقق النجاح النقدى والجماهيرى وحصد 25 جائزة

"سالب واحد" عرض مسرحى من انتاج المعهد العالى للفنون المسرحية قُدم للمرة الأولى ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربى "زكى طليمات" نجح خلالها فى الفوز ب 6 جوائز لتبدأ بعدها رحلته مع المهرجانات المحلية والدولية ليصل مجموع الجوائز التى حصدها حتى كتابة هذه السطور إلى 25 جائزة نالها من مهرجانات عدة أهمها مهرجان إبداع التابع لوزارة الشباب والرياضة ومهرجان الحرية بالإسكندرية ومهرجان جامعة صحار فى سلطنة عمان والمهرجان القومى للمسرح المصرى، كما تم عرضه أون لاين فى مهرجان جامعة الزرقاء بالأردن ومهرجان المسرح الجامعى فى كازابلانكا بالمغرب، وتم عرضه أيضا فى محافظة بورسعيد، ضمن أنشطة بورسعيد عاصمة الثقافة المصرية هذا العام .

وقد تمت إعادة عرضه مؤخراً على خشبة مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية لمدة 10 ليال رفعت خلالها لافتة "كامل العدد" طوال هذه الليال، وتمت إعادة تقديم العرض مرتين لأكثر من ليلة نظراً للإقبال الجماهيرى الكبير، وقد حرصت الدكتورة ايناس عبد الدايم على مشاهدة العرض الذى كان مقرراً عرضه لمدة اسبوع واحد وتم مد العرض لمدة ثلاث ليال إضافية بناء على توجيهات الوزيرة التى شهدته بحضور المخرج خالد جلال رئيس قطاع الانتاج الثقافى، والمخرج شادى سرور رئيس مركز الهناجر للفنون، والدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون، والدكتور مدحت الكاشف عميد المعهد العالى للفنون المسرحية، والدكتورة عبير فوزى استاذ التمثيل والاخراج ورائد اتحاد الطلاب بالمعهد .

وقامت الدكتورة ايناس عبد الدايم بالصعود إلى خشبة المسرح لتحية أبطال العرض وأشادت بموهبتهم جميعاً، وقالت أن العرض يمثل تجربة جريئة لمجموعة شباب موهوبين أبدعوا فى الإخراج والتأليف والتمثيل ومختلف العناصر الفنية، ونجحوا فى تقديم  معالجة مميزة لقضية انسانية تشغل المجتمعات وتتناول ذوى القدرات الخاصة، مشيرة إلى أن الأعمال الجادة التى تقدم على مسارح الدولة تستهدف بناء الانسان وترسيخ القيَم السامية، مؤكدة استمرار جهود تطوير حركة المسرح باعتباره وسيلة هامة لطرح القضايا الهامة ووضع حلول مبتكرة لها، ووجهت بتكرار تقديمه فى مختلف انحاء الجمهورية .

فكرة النص الأساسية مأخوذة عن رواية "أين نذهب يا بابا" للكاتب الفرنسى جون لوى فورنيه والتى أصدرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن سلسلة الجوائز عام 2010 وتتناول الرواية قصة أب يرزق بطفليْن من ذوي الاحتياجات الخاصة، يحكي خلالها عن صدمته حين تمّ تشخيص طفله الأول على أنه معاق جسديا وذهنيا، ومن تلك الصدمة إلى صدمة ثانية مع قدوم مولوده الثاني الذي كان يعاني نفس الأمراض يتحدث كذلك عن حياتهما القصيرة معه، عن كيفية التعامل معهما، لكن المؤلف الشاب محمد عادل نجح فى تقديم نص يناسب مجتمعاتنا العربية بدءاً من تفعيل دور الأم التى لا نكاد نشعر بوجودها فى الرواية الفرنسية، ومروراً بالشخصيات التى شاهدناها بالعرض وعلى رأسها دور الراوية الذى جسدته الفنانة الشابة يارا المليجى والتى كانت فكرة وجودها رائعاً لتفسير مايريد أن يقوله أو يعبر عنه الابن المعاق والذى لعب دوره بعبقرية شديدة الممثل الشاب أحمد عباس، ونستطيع أن نقول أن المؤلف محمد عادل قد نجح فى صياغة نص شديد العذوبة وقدم خلال العرض مشاهد رائعة ستبقى طويلاً فى ذاكرة المسرح المصرى يأتى على رأسها ذلك المونولوج الذى تردده الأم على مسامع طفلها والتى تحدثه فيه قائلة "لما انت اتولدت .. كلهم مشيوا وسابونى لوحدى معاك .. محدش كان جنبى، حتى متهيألى ان ربنا نفسه سابنى لوحدى معاك.. كنت مرعوبه منك اوى وخايفه، زى مايكون ذنب كبير عملته ملوش غفران، وان ربنا بيسد أبواب رحمته عنى بيك". 

 نجحت الفنانة الشابة سالى سعيد فى تجسيد هذا الدور الصعب بمنتهى الاقتدار وكذلك مصطفى رشدى فى دور الأب وجميع الفنانين والفنيين الذين شاركوا فى هذا العمل الجميل، وعلى رأسهم المخرج عبد الله صابر الذى نجح فى تقديم تحفة فنية فريدة وقام بكتابة الأشعار وتصميم الإضاءة بالعرض إضافة إلى كونه ممثل جميل يضع التمثيل فى أولويات اهتماماته، وان كنت أرجو أن يعيد الترتيب بعد هذا العرض .

يشار أن العرض تأليف محمد عادل وإخراج عبد الله صابر بطولة كل من أحمد عباس، ويارا المليجي، ومصطفى رشدي، وسالي سعيد، وعبد الرحمن محسن، ومصطفى عبد الهادي، والطفل يوسف شعراوي، ديكور عبد الرحمن خالد، إضاءة ياسمين هاني، أزياء نوران الشيمي، استعراضات مي رزيق، موسيقي وألحان أحمد حسني، مساعدين اخراج ندى غنيم، ونور الدمرداش، مخرج منفذ محمود حسين، غناء نادين عامر وتوزيع موسيقى احمد منصور .








اضف تعليق

أحدث أقدم

تحديثات